الدرس السابع : روائع الحديث

الدرس السابع : روائع الحديث

روائع الحديث / الدرس السابع
الحديث( 50)

عن عبد الله بن بسر قال: “أتى النبي صلى الله علويه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت، فباب نتمسك به جامع، قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله”. أخرجه الإمام أحمد مختصرا بهذا اللفظ.

ترجمة الراوي :
عبد الله بن بسر ( راوي الحديث ) :
من صغار الصحابة ومن المعمرين و هو  آخر من توفي من الصحابة في الشام Hlا آخر من توفي من الصحابة مطلقا فهو أبو الطفيل عامر الليثي ترجم له الذهبي بأنه بركة الشام …وقد تحققت فيه علامة نبوة النبي فقد مسح علی رأسه و قال  (إن هذا الغلام يعمر قرنا )عابد كثير العباده وكان يرى على وجهه آثار السجود

شرح الحديث :
( أتى رجل ): لا يهم عدم ذكر اسم الرجل  فهو مبهم في المتن و ليس في السند.

شرائع الإسلام : الدين كله فرائض ونوافل

(لايزال لسانك رطبا بذكر الله ):

آلة الذكر : القلب واللسان

أفضل مراتب الذكر :
١. تواطى القلب واللسان
٢.الذكر بالقلب
( لكن أذكار الصلاة و قراءة القرآن والأذكار لا يصلح أن تكون بالقلب فقط فلابد مع القلب اللسان )
والمقصود بذكر القلب عدم الغفلة وتعظيم الله والتفكر
٣.الذكر باللسان .

أنواع الذكر :

1- ذكر الله بالتهليل والتسبيح والتحميد “الباقيات الصالحات” 

2-ذكر الله بأحكام أسمائه وصفاته (إن لله تسع وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) ومن معاني احصائها تعلمها ومعرفتها..الخ مثل قولك إن الله يسمع أصواتنا ويری أعمالنا ويعلم مافي القلوب ويغفر الذنوب ويفرح بتوبة عبده الخ 


٣-تعلم العلم الشرعي ومدارسته، والدليل على ذلك (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )
فتلاوة القرآن وتعلم العلم الشرعي ذكر لله لأن من جزائه في هذا الحديث ذكر الله للتالين والمتدارسين، وقد قال سبحانه: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } [البقرة :152] وفي الحديث القدسي ( فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم).

 الذكر هو العبادة الوحيدة التي لم يجعل لها حد ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)
من أعظم العبادات الصلاة لأنها عبادة و ذكر فينبغي أن لا  يكون الذكر فيها باللسان فقط بل يستحضر القلب فيعلم ما يقول ويعظم الله …وهذا أحد معاني قوال الله تعالی (إن الصلاة تنهی عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ) اي أن للصلاة فوائد كثيرة منها انها تنهی عن الفحشاء والمنكر و ذكرك الله في الصلاة أعظم وأكبر الفوائد,
وكذلك الحج والصيام والجهاد أعظمها أجرا عندالله أكثرهم لله ذكرا .

فضائل الذكر :
(1):يجعل الإنسان قريب من ربه  :
بعض الملاحدة يقول إن الأديان فيها جبروت و دكتاتورية فالله دائما يثني على نفسه ويطلب منكم أن تذكروه ذكرا كثيرا فهذا فيه فرض النفس و الأنا – تعالى الله عن ذلك –  كيف تردين عليه؟

بأن ذكر الله لنفسه في القرآن والثناء علی نفسه ببيان الائه ونعمه وجميل صنعه حتى يعرفه العباد فيعبدوه بالخوف و الرجاء و الحب ويفروا إليه فاذا لم يكثروا من ذكره فلن يعرفوا ربهم
ونضرب مثالا  من الدنيا  (الطبيب الحاذق يعرفه الناس اذا أتقن عمله وصار اسمه مشهورا علی ألسنتهم  فاذا ذكر المرض الذي يحسن علاجه لا يتبادر لأذهان الناس الا ذاك الطبيب لأنه صار مشهورا علی ألسنتهم وفي كلامهم   ) ولله المثل الأعلى عز وجل .


الله يطلب من عباده ان يذكروه لأنه أهل للذكر ويثنی عليه لأنه أهل للثناء فاذا ضاقت عليهم أنفسهم وحلت بهم الخطوب سيفزعون الی من عرفوه بأنه علی كل شيء قدير وأنه قوي عزيز وأنه غفور رحيم وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه جواد كريم يستحي أن يرد من سأله  …..الخ
فهو عز وجل يذكر أسماءه وصفاته وأفعاله وأنعامه ليعرفه العباد فكلما  أكثر العبد من ذكر ربه كلما عرفه  وكلما حصل له النفع الاكثر

(2):الذكر علامة فرق بين المؤمن و المنافق : (يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
فالفرق أن المؤمن يكثر من الذكر اما المنافق فإنه يذكر لكن قليل الذكر

(3) الذكر أفضل العبادات

عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ، ذِكْرُ اللَّهِ “

(4): الذكر يجعل العبادة أعظم أجرا :
، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ , عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ , فَقَالَ : أَيُّ الْجِهَادِ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ قَالَ : ” أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذِكْرًا ” , قَالَ : فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ قَالَ : ” أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذِكْرًا ” , ثُمَّ ذَكَرَ لَنَا الصَّلَاةَ ، وَالزَّكَاةَ ، وَالْحَجَّ ، وَالصَّدَقَةَ ، كُلُّ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :” أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذِكْرًا ” , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : يَا أَبَا حَفْصٍ ، ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” أَجَلْ”.

فجمع الإنسان بين العبادات و الذكر أفضل
من العبادة مجردة عن الذكر

(5):يُظله الله عزوجل في ظله :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:[ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّه… وذكر : وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ]

وغيرها الكثير من فضائل الذكر من أنه يزيل قسوة القلب ويعين علی الطاعة وييسر العسير الخ .

سؤال
*كيف نذكر الله ذكراً كثيرا

1-المحب الصادق إذا طلب منه التوقف عن التفكير فيمن يحب ما استطاع وإذا قيل له توقف عن الحديث لما صبر فبلال رضي الله عنه عندما كانوا يعذبونه كان يسلي نفسه بـ[ أحد أحد ]
فكلما قويت المعرفة بالله صار الذكر يجري على لسانه
إذا أول الطرق لكثرة ذكرالله كثيرا هو محبة الله ومحبته لن تأت لمن لا يعرف ربه فعلينا بتدبر القران لنعرف ربنا باسمائه وصفاته وأفعاله وأنعامه سبحانه وتعالی(وهذا طريق عظيم والعامل به قليل) 

2- دعاء الله سبحانه ومن ذلك الدعاء العظيم بعد التشهد (اللهم أعني علی ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)

3_و اذا حافظ الانسان على الفرائض والرواتب وأذكار الصباح والمساء و النوم
والمدخل والمخرج والمطعم والمشرب صار ممن ذكر الله ذكرا كثيرا .

مسألة :
الله عز وجل أثنی علی المستغفرين بالأسحاروأيضا يقول هل من سائل فأعطيه ، وكذلك قيام الليل معروف فضله
فاذا ضاق الوقت عليك و أشكل عليك هل تقومين الليل أم تستغفرين أم تسألين حاجتك ؟
فالأفضل هو قيام الليل بالصلاة لان فيها قراءة القرآن والإستغفار ويمكنك الدعاء في السجود بل هو أرجی في الاجابة فالقيام يجمع بين ذلك كله ) .

– مسألة متی تقال الاذكار التي بعد الصلاة؟ هل تقال بعد الفريضة أم بعد الراتبة
الاذكار التي  بعد الصلاة تقال بعد الفريضة

 

الثلاثاء 6/20