الدرس السادس : روائع الحديث

الدرس السادس : روائع الحديث

روائع الحديث / الحديث(48)

عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر” متفق عليه.

ترجمة الراوي  – عبدالله بن عمر بن العاص – هو و أبوه صحابيان و أسلم قبل أبيه – أبوه من دهاة العرب – كان مجتهداً في العبادة غزير العلم  – من المكثرين رواية للحديث – قال عنه أبو هريرة – رضي الله عنه –   :  ما كان أحد أكثر حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب

شرح الحديث  المعنى العام للنفاق : أن يظهر  خلاف ما يبطن

إذا أبطن الكفر وأظهر الإسلام: نفاق اعتقادي

إذا أبطن الشر وأظهر الخير :نفاق عملي

( إذا حدث كذب ) قال –  صلى الله عليه وسلم_ : [ لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ، حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا ، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ]

( وإذا وعد أخلف ) :  إذا وعد وفي نيته أن لا يفي، ولا يدخل فيه مالم تستطع أن تفعله “كوعدك لصديقتك بالذهاب لها في وقت معين ثم لم تستطيعي الحضور ) لكن على الإنسان أن يجتنب الوعد إذا خشي أن لا يفي

( إذا خاصم فجر ) : يتبين له الحق ولا يتنازل لصحابه ويعترف بخطأه و يستمر في مجادلته!

( وإذا عاهد غدر ) : معناها يشبه”  إذا وعد اخلف ” لكن الاختلاف  أن العهد  بين جماعات و دول. [ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ] ومعنى[ فَانبِذْ ] : أعلن  فلا يغدر المسلم حتى بالكافر ، ولكن في الحرب لا إشكال لأن هذا من باب الخداع والتورية

وهذه الصفات المذكورة في الحديث لا تجتمع جميعها إلا في منافق خالص

بعض ما قيل في الذنوب و النفاق :

عن أبي مليكة: أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.

ابن مسعود(المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا )

لو كان لذنوب رائحة ما جالسنا أحد

الحديث( 49) :

عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يزرق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا” رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم، وقال الترمذي حسن صحيح.

ترجمة الراوي : -أمير المؤمنين و ثاني الخلفاء الراشدين  – لُقب بالفاروق لأنه  – من مناسبه حديث الثعلب الذي تكلم – موافقات عمر

شرح الحديث :

هذا الحديث أصل في التوكل  – تعريف التوكل : سكون القلب مع تفويض الأمر لله و عمل الجوارح.  – من تفويض الأمر لله عمل الأسباب و القدح في الأسباب وتركها قدح في الشرع و العقل

حقيقة التوكل :

1-تفويض الأمر لله

2- فعل السبب

3-عدم النظر و الالتفات إلى السبب في إنجاح الأمر وإنما إلى الله – المسلم يبذل السبب وكأنه كل شيء ويفوض أمره لله وكأنها( الأسباب ) ليست بشيء  فمن كمال توحيد أن لا يلتفت القلب إلا لله

خلل يقع فيه البعض : بعض الفتيات إذا ذاكرت جيدا لم تنظر إلى المسبب( الله) و لم تلح عليه بالدعاء بأن يوفقها بل اتكلت على السبب

دعاء لمن يبذل السبب دائما لكن ضاقت عليه بعض المرات و لم يقم بفعل الأسباب : يارب إن رحمتك أرجى عندي من عملي

صور التوكل في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – :

1-  يجد في الأخذ بالأسباب  كتخطيطه قبل الحروب و ظاهر في غزوة بين درعين

2- وكذلك يعتمد على المسبب فبعد أخذه كل تلك الأسباب أخذ يلهج في الدعاء في غزوة بدر : اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ؟ اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض ” . وسقط ردائه عن منكبيه ، فقال له أبو بكر : ” يا رسول الله ، إن الله منجز ما وعدك “.

 

الثلاثاء 6/13