الدرس الخامس : عقيدة المسلم

الدرس الخامس : عقيدة المسلم

باب ماجاء في الطيرة

{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف : 131]

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :(ﻻعدوى وﻻطرة وﻻهامة وﻻصفر)

معنى الطيرة
البعض يفسرها بالتشاؤوم وهذا قصور فالتشاؤم بعض من صور الطيرة
والمعنی العام والذي ينطبق علی الطيرة
هو:قصد مايحمل على اﻹقدام أو اﻹحجام بطير أو غيره

هامة:قيل أنها طير يشبه البومة .وتزعم العرب أنه إذا قتل القتيل صارت روحه طائره حتى يؤخذ بثأره

صفر: هو شهر صفر .كانت العرب يتشاءمون به وﻻسيما في النكاح

النوء:منازل القمر

من اﻷمثلة على الطيرة: قديما
زجر الطير فان أخذت يمينا مضی في سفره أو تجارته الخ
وان أخذت شمالا أمسك عن المضي
كلا الصورتين من التطير
ومن الصور المعاصرة
التطير من بعض الأرقام أو الألوان
البعض مثلا من طالبات الجامعة تتشاءم من نموذج أسئلة 202
ومن الصور التطير المعاصرة أيضا
أن يفتح شخص المصحف فإذا وقعت عيناه على آيات نعيم وذكر الجنه استبشر ومضى في أمره وإذا وقعت عيناه على آيات عذاب أحجم عن المضي في أمره

ماهو اﻷصل عند المسلم إذا تردد؟
اﻹستخاره
يقول ابن تيميه : عن كل ما يستخدم لأجل المضي أو الاحجام يقول عنها :(فإنها بديل لهم عن الاستخارة الشرعية )

*الفرق بين الفأل والطيرة
الفأل يكون عازم على المضي في أمره فيسمع كلمة طيبة فيستبشر فيها
أما الطيره هي ماتحملك على
المضي أو اﻹحجام
والفأل مستحب
قال صلى الله عليه وسلم : (ويعجبني الفأل
قالوا وما الفأل قال: الكلمة الطيبة)
يعجبه الفأل دل ذالك على أنه ليس من الطيره المنهي عنها

حكم الطيرة :  شرك أصغر
كفارتها:  أن يقول
(اللهم ﻻخير إﻻ خيرك وﻻ طير إﻻ طيرك وﻻ إله غيرك )
ودعاء آخر (اللهم لا يأت بالحسنات الا أنت ولا يذهب السيئات الا أنت ولا حول ولا قوة الا بك)

ما الذي جعلها شرك أصغر؟
ﻷنه تعلق بسبب ﻻ شرعي وﻻقدري، بل خرافي وهمي

وعن ابن مسعود مرفوعا (الطيرة شرك ومامنا إﻻ ، ولكن الله يذهبه بالتوكل )
أي وما منا أحد إﻻ ويعتريه ويخطر له ويقع في قلبه شيء من الطيرة
ولكن مالعلاج والمخرج ؟
التوكل علی الله وتفويض الأمر إليه في جلب النفع ودفع الضر وهذا كفيل بازالة التشاؤم والطيرة كلها

ﻻعدوى : أي ماكان يعتقده أهل الجاهليه أن العدوى تأثر بذاتها .أما أن العدوى تحصل بأمر الله فهذا أمر واقع ولهذا نهى النبي عن مخالطة المجذوم (فر من المجذوم فرارك من اﻷسد)
ونهى عن القدم على اﻷرض الموبوءة .ونهى من كان في أرض فيها وباء أن يخرج منها ومن كان خارجها ﻻيدخل فيها

لذالك أقام النبي الحجه على اﻷعرابي الذي قال له :كنا نرى الإبل في الصحراء كأنها الغزلان فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها
فقال صلى الله عليه وسلم:فمن أعدى اﻷول!؟

ﻻعدوى :ﻻ هنا النافيه
وهنا نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم
أي منهي أن يعتقد أنها بطبعها تعدي  والنفي أبلغ في التحريم من النهي

قوله صلى الله عليه وسلم
الشؤم في ثﻻث المرأة والدابة والمنزل :
هي ليست شؤم بذاتها إنما بأمور متعلقه بها
مثﻻ
المرأة :إن كانت غير حسنة العشره
الدار:إذا كانت ضيقة وغير مريحه وما إلى ذالك
الفرس:إذا ربطها يريد بها الفخر والخيﻻء فينشأ عنها التكدير

أمثلة علی أسباب وهمية:
1-بعض الناس يلبسون أساور أو قلائد للطاقه يقولون تعطي طاقة ايجابية وتمتص السالبة !!
هذا الاعتقاد مر معانا أنه باطل وخرافي لم يثبت لا شرعا ولا بالتجربة العلمية الصادقة
ماحكمها إذا لم يعتقد بها إﻻ زينه؟
ﻻتجوز ﻷمرين
1-ﻻنه تشبه ومن تشبه بقوم فهو منهم
2-فيه نشر لهذا اﻷمر خاصة إذا كان قدوة

الرد على من يقول إن الشياطين تخاف من الذئاب :
أوﻻ :ﻻيوجد دليل على ذلك
ثم إن الجن عالم غيبي فكيف يعرف أنها تخاف من الذئاب ؟!

ولكن البعض يقول أنها مجربة ونافعة !

نقول له هذا تعلق بسبب غيبي لا دليل عليه والنفع إنما هو من تسلط الشياطين للاستحواذ علی الانس
قال تعالی
و {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن : 6]

والله ﻻيجعل شفاءه في شيء حرمه
ولا يطرد الشياطين إﻻ ذكر الله الحي المباشر من الشخص نفسه.

27/5/1437 هـ