الدرس الثالث : روائع الحديث

الدرس الثالث : روائع الحديث

((عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهَا يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ فَقَالَ لَا هُوَ حَرَامٌ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ كَتَبَ إِلَيَّ عَطَاءٌ سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))

 

الترجمة:عن جابر بن عبد الله ( هو صحابي وأبوه صحابي )

فإذا تعارض واجب “طاعة الأب” مع مستحب،يقدم “الواجب”

ومن فضائل طاعة الوالدين :

– كل من يقدم طاعة الوالدين علی رغبته في طلب العلم فإنه يؤتى العلم

– طاعة الوالدين من الأشياء التي تقدم جزاؤها في الدنيا، مع ما يدخره له الله في الآخرة.

– بركة الرسول صلى الله عليه وسلم في طعام جابر رضي الله عنه في غزوة الخندق :

– من كبار الصحابة و مشاهيرهم

– من المكثرين رواية للحديث

– لم يشهد غزوة بدر ولا أحد . قال جابر : “غزا رسول الله  إحدى وعشرين غزوة، غزوت معه تسع عشرة غزوة، ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعني أبي، حتى إذا قُتل أبي يوم أُحد لم أتخلف عن غزوة غزاها”.

 

لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خمصا شديدا، فانكفأت إلى امرأتي، فقُلْت : هل عِندَك شيء ؟ فإني رأيت برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خمصا شديدا، فأخرجت إلى جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالتْ : لا تفضحني برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبمن معه، فجئته فساررته، فقُلْت : يا رسولَ اللهِ ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عِندَنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا، فحي هلا بكم ) . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لاتنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء ) . فجئت وجاء رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالتْ : بك وبك، فقُلْت : قد فعلت الذي قُلْت، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال : ( ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها ) . وهم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، إن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو.

شرح الحديث : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ] : هذه أعلى مرتبة من مراتب التحمل وهي السماع( يقول عام الفتح وهو بمكة) : دليل على عناية الصحابة في رواية الأحاديث بتعيينهم الزمان والمكان وهذا دليل علی شدة الضبط للحديث حتی أنه يذكر المكان والزمان

-(إن الله و رسوله حرم) :

– مسألة قرن الرسول بالله و متى لا نقرنهما مع بعض؟

1/ في الأحكام / المسائل الشرعية وحياته صلى الله عليه وسلم[ الله ورسوله اعلم /جائز في حياته وبعد مماته في الأمور الشرعية وكذا [ إن الله  و رسوله حرم، ومن يطع الله ورسوله ] جائز لان ما حرم الرسول مثل ماحرم الله يجب اجتنابه وطاعة الرسول طاعة لله.

2/ في الحوادث الكونية و الأمور التي تتعلق بالمشيئة نقول [ الله اعلم ] فقط ونقول(ما شاء الله ثم رسوله)  لأن الرسول لايعلم ما يكون في الكون و لا مشيئة له مستقلة عن مشيئة الله .

– ذكر الرسول تحريم ما هو معلوم من الدين من بالضرورة ( كالخمور ، والخنزير ، والاصنام ).

 

– مالمقصود المعلوم من الدين بالضرورة :

يعلمه الصغير والكبير والعالم والرجل والمرأه على حد سوء , فهو من الضرورات الدينية

 

الضرورات :

1/ ضرورة عقليه : ( نص الواحدة : نصف / 1+1=2 ) .

2/ ضرورة دينيه : ( كتحريم الخمر و الزنا و.. )

 

* معنى الخمر :  ما أسكر من الشراب وعصير العنب ونحْوِه ؛ لأنها تغطِّي العقلَ

* معنى الميتة : هي التي ماتت بغير ذكاة شرعية و يستثنى من ذلك الجراد  و الحوت

وهي أربعة أصناف :

-المنخنقة : هي التي حبس نفسها بحبل أو بغيره حتى ماتت بسبب الخنق.

-الموقوذة : هي التي ضربت بشيء مثقل وماتت بالضربة ولو خرج منها دم.

-المتردية : فهي الساقطة من شيء مرتفع كالسطح أو الجبل أو الجدار أو في حفرة، أو في بئر وماتت بسبب السقطة.

-النطيحة : هي التي تناطحت مع أخرى كتناطح الغنم بعضها مع بعض، والبقر بعضها مع بعض، فإذا ماتت بسبب المناطحة فلا تأكل.

 

* مسألة : إذا ذبح الذبيحة ونسى أن يذكي( يذكر اسم الله عليها ) فما الحكم؟

 

التسمية شرط، بل إن الله تعالى أكد هذا بقوله: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وإنه لفِسْقُ) فإذا ذبح إنسان ذبيحة ولم يسمّ فالذبيحة حرام.

فإذا نسي أن يسمي فإنها حرام، لأن الشرط لايسقط بالنسيان بدليل أن الرجل لو صلى محدثاً ناسياً فصلاته غير صحيحة، ولأن الله تعالى قال: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وأطلق بالنسبة للذابح.

 

فإذا قال قائل: فهمنا أن التسمية شرط، وأنه لو تركها سهواً أو نسياناً أو عمداً فالذبيحة حرام، لكن ماذا تقولون في قول الله تعالى: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) فقال الله: قد فعلت  ؟

 

نقول: نحن لانؤاخذ هذا الذي ذبح الذبيحة ونسي أن يسمّي، ونقول: ليس عليه إثم، لكن بقي الآكل إذا جاء يريد أن يأكل من هذه وسأل: أذكر اسم الله عليها أم لا؟

 

فيقال له: لم يذكر اسم الله عليها، إذاً لا يأكل، لكن لو فرض أن هذا أكل من هذه الذبيحة ناسياً أو جاهلاً فلا شيء عليه.

 

فإن قال قائل: إذا قلتم إن هذه البعير التي تساوي ألف ريال بأنها حرام لمَّا نسي أن يسمي عليها فإنه يلزم منه أن تفسدوا أموال الناس؟

فالجواب: نحن لم نُضع المال، لأن كل شيء متروك بأمر الله فتركه ليس إضاعة، بل هو طاعة لله عزّ وجل، ألسنا نطيع الله ونعطي الزكاة وهي ربع عشر أموالنا، فلو كان عند الرجل أربعين مليوناً فزكاته مليون، فما دمنا تركنا هذه الذبيحة التي لم يسمّ الله عليها فإننا لم نضع المال في الواقع، بل وضعناه في حلِّه ومَحلِّه

 

ثانياً: إذا حرمناه من الذبيحة هذه المرة فلا يمكن أن ينسى بعد ذلك أبداً، بل يمكن أن يسمي عشر مرات.

ولهذا اعترض بعض الناس على قطع يد السارق وقال: إننا لو قطعنا يد السارق لكان نصف الشعب أقطع؟.

فنقول له: أنت الآن أقررت بأن نصف شعبك سُرَّاقٌ، ولكننا نقول له: لو قطعت

سارقاً واحداً لانتهى آلاف السرّاق.

 

فهذا الرجل الذي نسي التسمية وقلنا له: الذبيحة حرام لن ينسى في المستقبل ولدينا آية محكمة قال الله تعالى:(وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ)

 

سيتبع باذن الله تكملة شرح الحديث في الأسبوع القادم بإذن الله ..

30/4/1437 الثلاثاء