العقيدة
عقيدة المسلم
– شرح كتاب التوحيد –
الباب العشرون ..
[ بابُ ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده ؟ ]
أولًا : الترجمة – علاقة هذا الباب بالذي قبله :
هذا الباب من صور الغلو في الصالحين وهو وسيلة من الوسائل الموصلة للشرك .
__
ثانيًا : المسائل :
- ما المشروع عند زيارة القبور ؟
في بداية الإسلام كان النهي تمامًا عن زيارتها، السبب في ذلك : حتى يرسخ التوحيد في قلوب أهله ، ولا يتعلقوا بغير خالقهم ، بعد ذلك أُذن في زيارتها “للرجال فقط” دون النساء.
قال رسول الله ﷺ (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكركم الموت) رواه مسلم. والترمذي بلفظ (فإنها تذكر الآخرة).
وأيضًا مما يُشرع عند زيارتها ~ الدعاء لأصحابها، ولا شي غير ذلك ..
__
- الأمور المنهي عنها عند زيارتها :
* ما حذّر منه النبي ﷺ
– النهي عن رفع القبر “لا يرفع فوق شبر”
– النهي عن إسراجها، أو تجصيصها.
– النهي عن الدعاء عند القبر وتلاوة القرآن.
– باﻹضافة إلى مايشمله نهي النبي ﷺ عن اتخاذ القبور مساجد بقوله ( لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه البخاري ومسلم.
- فـما معنى اتخاذ القبور مساجد ؟
– البناء عليها.
– أن يدفن الميت في المسجد ، أو يدخل القبر في المسجد.
– يصلى لله عند قبره ؛ لقوله ﷺ ( جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا ) فأي مكان صلّى فيه كان مسجدًا.
– يصلى لله إلى القبر “أي يجعل القبر أمامه”.
– يصلى لله على القبر.
# الشرك في ذلك ~> هو عبادة الميت بدعائه وغير ذلك ..
__
- إن قال قائل : صلاة الجنازة عند القبر جائزة !
نقول : صلاة الجنازة تختلف صورتها عن الصلاة العادية ، فهي لا ركوع فيها ولا سجود .
__ - تبيين المسألة في قبر النبي ﷺ .
توفي ﷺ في بيته ، ولم يكن يعلم النبي صلی الله عليه أين سيموت ولا أمر بدفنه في مكان معين لكن أخبر أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون .لذا بعد موته اختلف الصحابة أين يدفن ؟ فجاء أبو بكر وقال أنه سمع الحديث أن الانبياء يدفنون حيث يموتون .ومن المعلوم أنه مات في حجرة عائشة رضي الله عنها ولم تكن في المسجد وكان في سياق موته يحذر من صنيع اليهود والنصاری ويلعنهم لاتخاذهم قبور الانبياء مساجد ….
فقبر النبي في حجرة عائشة رضي الله عنها….وجاءت التوسعات في عهد عثمان فوسع المسجد النبوي ولم تدخل حجرة عائشة في المسجد لكن في العهد الاموي وفي اخر القرن الاول عهد الوليد بن عبد الملك دخلت حجرة عائشة رضي الله عنها ﻷجل التوسعات في المسجد وقد أنكر ذلك من كان موجدا من الصحابة وكبار التابعين لكن لم يسمع لقولهم ومع ذلك من قام بالتوسعة احتاطوا لذلك و بنوا حول قبره ثلاثة جدران ليخرجوا من الخلاف فجعلوه محاطا بثلاثة جدران مرتفعة وفي جهة من المسجد بحيث لايمكن الوصول الی القبر ولا استقباله أثناء الصلاة، ومن المعلوم أنه لايمكن بحال من اﻷحوال نبش قبر النبي ﷺ ولا صاحبيه ؛ لما يترتب على ذلك من مفاسد أعظم .
لذا لا يحتج القبوريون الذين يبنون علی قبور الصالحين مساجد أو يدخلون القبور في المساجد بأن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد!! فهذا جهل عظيم
لمعرفتنا
1/أنه لم يكن في المسجد
2/نهي النبي عن هذا الفعل وتشديده
3/ما فعل لاجل (التوسعات المتأخرة جدا عن عهد الخلفاء وكبار الصحابة) ولم يكن برضی من العلماء ثم جعلت الحجرة التي فيها القبر محاطة بثلاثة جدران مرتفعة.
وهذا الفعل لا يذهب قدسية المسجد النبوي فقد كانت الكعبة قبل فتح مكة كان فيها الاصنام ومع ذلك لم يمتنع النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيها ولا الطواف حول الكعبة ولم يأمر بتحطيم الأصنام قبل فتحها لعلمه بالمفاسد الأعظم، فليس في هذا كله حجة ومن عظم النبي صلى الله عليه وسلم وأحبه عظم نهيه وانتهی عن تقليد أمر يخالف تحذيره
______
- ماذا ينفع الميت بعد موته ؟
قال رسول الله ﷺ ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم .
* الصدقة .
* نشر علمه .
* [ الدعاء له ] وهو أفضل ما يُقدم للميت .
* (أو ولد صالح) يدخل فيها كل من يدعو للميت من أهل وأقارب وأصحاب ..
فائدة :
إذا اشتد المرض أو اﻷذى على اﻹنسان، لا يدعو على نفسه بالموت رجاء أن يذهب عنه ما يجد ..
ففي حديث عن النبي ﷺ ( ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب- مرض- ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )
رواه البخاري ومسلم
* تكفير السيئات يكون بهذه الأمور وان لم يحتسبها العبد، أمّا اذا احتسبها ~> فله عليها أجر.. وهذا كله من فضل الله ورحمته.
__
- قال رسولنا ﷺ ( فإن الله قد اتخذني خليلًا كما اتخذ ابراهيم خليلًا ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا ) رواه مسلم .
* هذا الحديث يبين ما أكرم الله به نبينا محمد ﷺ من الخُلّة ، وأنها أعلى من المحبة .
مقولة خاطئة !
” إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن ، ومحمد ﷺ حبيب الرحمن ” ← والصواب أن ” إبراهيم ومحمد عليهما السلام خليلا الرحمن ”
* ويبين هذا الحديث أيضًا فضل الصدّيق رضي الله عنه وأنه أفضل الأمة .
هذا وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يوم الثلاثاء 6/2/1437 هـ
د.فتحية القحطاني