“تعامل النبي ﷺ مع الجنِّ”
(هو المبعوث إلى عامَّة الجن وكافة الورى، بالحق والهدى، وبالنور والضياء) الطحاوي رحمه الله.
“كانوا أحسن مردودًا منكم”
كان يُثني على حُسن استماعهم للقرآن، فعن جابر بن عبد الله قال: خرج رسولُ الله ﷺ على أصحابه، فقرَأَ عليهم سورة الرحمن من أوَّلها إلى آخرها، فسكتوا، فقال: “لقد قرأتها على الجنِّ ليلة الجنّ، فكانوا أحسن مردودًا منكم، كنتُ كلما أتيتُ على قوله: {فبأيِّ ءالاء ربكما تُكذِّبان} قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نُكذِّب، فلَكَ الحمد”.
“فإنهما طعام إخوانكم”
كان يهتمُّ بطعام مؤمني الجِنَّ، عندما فقد الصحابة رسول الله ﷺ ذات ليلة، فبحثوا عنه في الأودية والشعاب حتى ظنوا أنه اُغتيل، فباتوا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحوا إذا هو جاءٍ من قِبَلِ حراء، فسألوه فقال: “أتاني داعي الجن، فذهبتُ معه، فقرأتُ عليهم القرآن”.
فانطلق بنا فأرانا آثارهم، وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد، فقال: “لكم كل عظمٍ ذُكِر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفرَ ما يكونُ لحمًا، وكلُّ بعرةٍ علفٌ لدوابِّكم”.
فقال رسول الله ﷺ: “فلا تستنجوا بهما؛ فإنهما طعام إخوانكم”.