الدرس الأول للفصل الدراسي الثاني 1437 – 1438 هـ: “تعامله ﷺ مع المسلمين الجدد”

الدرس الأول للفصل الدراسي الثاني 1437 – 1438 هـ: “تعامله ﷺ مع المسلمين الجدد”

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

كيف كان تعامل النبي ﷺ مع المسلمين الجدد..؟

 

كم ذرفت عيناه  ﷺ من أجل هذه الأمة، وكم برقت أساريره فرحًا بإشهار إسلام أحدهم..

قال تعالى: “فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا”

أي لعلك يا محمد قاتل نفسك ومهلكها حُزنا وتلهفا ووجدا بإدبار قومك عنك وتركهم الإيمان بك.

 

كان يعلمهم الأحكام الشرعية ويأمرهم بالتخلص من أدران الجاهلية.

عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي ﷺ الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهذه الكلمات: “اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني”.

وكان يقدم الدخول في الإسلام عن أي شيء آخر.

 

وكان يتألَّف من أسلم منهم بالمال والمعاملة الحسنة، ليكون ذلك سببا لثباتهم على الإسلام:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما سُئِل رسول الله عن الإسلام شيئا إلا أعطاه.

جاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قومِ أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة.

وقال أنس: إن كان الرجل ليُسلِم ما يريد إلا الدنيا، فلا يُسلم حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها.

 

وكان ﷺ يُبشِّرهم بغفران ما مضى من ذنوبهم حال الكفر، وأن الإسلام يهدم ما كان قبله (يهدم ما كان قبله من كفر وعصيان، وما يترتب عليهما من حقوق الله، أما حق الآدمي فلا يسقط إجماعًا).

ويُبشرهم بأعمال الخير التي كانوا يعملونها في الجاهلية بالمثوبة والأجر.

 

وكان يأمر من نذر طاعة أو شرع فيها أن يُتمَّها بعد إسلامه:

عن ابن عمر أن عمر -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله، إني نذرتُ في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام.

قال: “فأوفِ بنذرك”.

  • قال ابن حجر: “وفي الحديث لزوم النذر للقربة من كل أحد حتى قبل الإسلام”.

 

ختامًا/

يستقبل المُصطفى بالبشر مسلمهم .. وبالحفـاوة يلقاهـم إذا قدمـوا

فدَّى له النفـس والأولاد أجمعـهم .. والــوالدان, وخلقُ الله كلِّهُم ﷺ

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين

واهدنا واهدِ بنا واجمعنا به ربنا في مستقر رحمتك

 

يوم الأربعاء الموافق 18 / 5 / 1438 هـ