“تعامله ﷺ مع المنافقين”
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
(نحن لا نخاف على الإسلام من أعداءه، إنما نخاف عليه من أدعياءه)
قال ابن القيم/
“النفاق نوعان: أكبر وأصغر.
فالأكبر: يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل، وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله، مكذّب به.
والثاني: النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة، ويبطن ما يخالف ذلك”.
والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة إلى النفاق الأكبر والعياذ بالله..
وأصول هذا النفاق ترجع إلى الخصال المذكورة في هذا الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ) ، وفي رواية : ( إذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر ).
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ ، وَعَمَلِي مِنَ الرِّيَاءِ ، وَلِسَانِي مِنَ الْكَذِبِ ، وَعَيْنِي مِنَ الْخِيَانَةِ ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ”.
تذللك وتضرعك لله أن يرزقك الإخلاص دليل إخلاصك إن شاء الله؛ قال الحسن: (ما أَمِن النفاق إلا مُنافق، وما خاف النِّفاق إلا مُؤمن).
لما قويت شوكة المسلمين بعد غزوة بدر، دخل ابن سلول وكثير من المشركين في الإسلام نفاقًا.
وكان الأصل في تعامله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين:
أن يُجري ظاهر حكم الإسلام عليهم داموا مظهرين للإسلام، بل لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول ورثه ابنه عبد الله الصحابي الجليل، وكذلك سائر من يموت منهم يرثه ورثته المؤمنون.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة المنافقون كل جمعة؛ توبيخًا لهم وحثًا لهم على التوبة.
وكان النبي يذكر صفاتهم للناس ليحذروا منهم، ومن صفاتهم:
* التكاسل عن صلاتي الفجر والعشاء.
* وتأخير الصلاة إلى آخر وقتها:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا” قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
* الكذب وخلف الوعد والخيانة … وغيرها من الصفات.
نعوذ بالله من النفاق وأهله ونسأله سبحانه البراءة منه والعافية
والحمد لله رب العالمين
الأربعاء – الموافق 1 /7 / 1438 هـ