بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
“تعامل النبي ﷺ مع خواصِّ أصحابه”
من محبة النبي ﷺ لأصحابه، أنه كان دائمًا يقرن ذهابه وإيابه بهم، فيقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، خرجت أنا وأبو بكر وعمر.. وكان يُعلن حبه لهم ويُظهره في الناس.
في موقف أبي بكر حين أغضب عمر، فانصرف عنه عمر مُغضبًا:
والربيعة الأسلمي، والكلمة التي قالها له أبو بكر في موقف اختلفا فيه…
وردة فعل أبي بكر… ثم ردة فعل رسول الله ﷺ حيال ذلك:
وكان يتفَقَّد من غاب من أصحابه، وخاصَّة في الأوقات الحرجة:
- التفقُّد وسؤال الاطمئنان هذا وكرم الأخلاق منه ﷺ.. هذا الذي يُثبِّتُهم ويجعلهم يُفدونه بأرواحهم رضوان الله وصلواته وسلامه عليهم.
بعث رسول الله ﷺ زيد بن ثابت يوم أحد لطلب سعد بن الربيع،
وقال له: إن رأيته فأقرأه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله كيف تجِدُكَ؟
يقول زيد رضي الله عنه: فجعلتُ أطوف بين القتلى، فأصبته وهو في آخر رمق، وبه سبعون ضربة ما بين طعنةٍ برمح، وضربةٍ بسيفٍ، ورميةٍ بسهمٍ.
فقلتُ له: يا سعد، إن رسول الله ﷺ يقرأ عليك السلام، ويقولُ لك: أخبرني كيف تجدُك؟.
قال: على رسول الله ﷺ وعليك السلام.
قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة.
وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلَصَ إلى رسول الله ﷺ وفيكم شفرٌ يطرف. وفاضت روحه رحمه الله.
(شفر العين: مانبت عليه الشعر)
- أن يهتم لإرسال مثل هذه الوصايا لقومه (اثبتوا إنكم على الحق، ووصيَّتُكم رسول الله ﷺ)..
كيف لمن في هذه اللحظات أن يُرسل رسائل!
وإذا أراد أن يُوصي بشيء فبأولاده وأهله… أمَّا ألًّا يخطر بباله سوى حبيبه محمد ﷺ فلطيبه وإحسانه وأخلاقه القرآنية ﷺ.
وكان يُفدِّي بعضهم بأبيه وأمِّه:
قال سعد بن ابي وقاص: نثل لي النبي ﷺ كنانته يوم أحد -أي أخرج ما فيها من نبْل- فقال: “ارمِ فداكَ أبي وأمي”.
وكان يحزن عند وفاتهم ويبكي عليهم:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: رأيتُ رسول الله ﷺ يُقبِّلُ عثمان بن مظعون وهو ميت، حتى رأيتُ الدموع تسيل على خدَّيه.
وكان يستشير أصحابه ويستمع لآرائهم، ويستجيب لمقترحاتهم..
وغير ذلك كثير من تعامله ﷺ مع أصحابه مما يضيق به المقام
كل هذا عظَّم الحب في نفوس أصحابه
أوصيكم الله الله بأصحابكم، بجيرانكم.. هم أولى الناس بتطييب الخواطر والسؤال عنهم، هم أحقُّ من الأباعد
أوصيكم أن يكون الرسول قدوة لنا في ذلك
الأربعاء – الموافق 16 / 6 / 1438 هـ