الدرس الثاني : ضفاف النور

الدرس الثاني : ضفاف النور

المجلس الثاني من مجالس التدبر:

يتحدث عن (معاني السعادة) أو (أسرار السعادة)، لن ننتفع بهذا القرآن، ولن تأتينا

الهداية والرحمة والفوائد من الآيات إلا إذا تدبرنا هذا القرآن، لذا نريد أن نعرف

الأسرار في هذا:

لابد أن أستعيذ قبل قراءة القرآن الكريم،

هذا الأمر رباني فالله سبحانه وتعالى قال: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ

الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يستعيذ قبل قراءة القرآن.

–  وهناك عدة صيغ للاستعاذة، منها: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ،

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من

همزه ونفخه ونفثه.

– هل تساءل أحد ما وراء هذه الاستعاذة؟

إن كل إنسان يريد أن يهتدي لا يحب الشيطان له أن يسلك هذا الطريق، لكن هنا

المطلوب منه أن يجاهد؛ لأن الله تعالى قال: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }

فيجد الإنسان مع بداية فعله للخيرات صعوبة ، ويجد أن الشيطان يحاول أن يصده

لكن إن استعان بالله أعانه الله. فالشيطان يقف حتى عند قرائتك للقرآن، فلذا أمرنا

بالاستعاذة حتى يصرف الله عنا سطوة الشيطان. ومن أعظم مكايد الشيطان أن يفسد

عليكِ فهم القرآن، وهذا موجود في السابقين وإلى زماننا الحالي، يقول للرسول

صلى الله عليه وسلم عنهم: “سيخرج فئة في آخر الزمان، قوم أحداث الأسنان (سنهم

صغيرة) سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز

حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية” تجدهم يقتلون المسلمين،

 

وغيره من الأعمال، وتستغربين كيف تخرج منهم هذه الأفعال! فهنا نرى كيف أن

القرآن لم ينفعهم، يقرأونه فقط لكنه لم يصل إلى قلوبهم، فالشيطان إذا ما استعذتي

منه يمكن أن يكون القرآن ألفاظ فقط. فنحن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأنه

عدو، فقد توعّد { وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } فرد الله سبحانه

عليه وقال: { إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } فلذا

نستجير بالله من هذا العدو أن يضرني في ديني أو يصدني في حق من حقوق ربي.

– لابد أن أتأمل أن هذه الاستعاذة تتضمن خمس رسالات:

1- الرسالة الأولى: أنه بدء في طريق الله إلا بإعلان الولاء لله، وإعلان المعاداة

للشيطان، فهو عدو لك، قال الله سبحانه: {إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو

حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }.

2- الرسالة الثانية: لا قوة لك على أن تقومين بعبادة ربك إلا إذا التجأتي إلى الله

واستجرتي به.

3- الرسالة الثالثة: التعبد بالثران تلاوة وتزكية وتعليما وتعلما لن يؤتي ثماره , ولن

يكشف عن أنواره لعبدٍ ؛ إلا إذا تبرأ من كل حول وقوة , وقدم بين يدي تلاوته علامة الافتقار

إلى الله الغني الحميد , وهي الاستعاذة , وذلك ليس كل قارئ  للقرآن بقارئ ! ولا كل تالٍ له

بتالٍ والتالي له هو من يتلوه حق تلاوته.

– كيف نحقق أثر الاستعاذة عمليا؟

1- أسأل نفسي عندما أقرأ القرآن، ماذا أريد من قراءة القرآن؟ هل أريد التعبد لله؟

هل تريدين الأجور؟ هل تريدين رضى الله؟

2- أنك تتذكرين أخوانك السابقين كيف كانوا يخشعون عند قراءة القرآن، عمر

–رضي الله عنه- لما قرأ: (إن عذاب ربك لوقع) مرض وجلسوا يعودونه.

24/4/1437 الاربعاء