التدبر: هو النظر في عواقب الأمور والتفكر فيه، أو النظر في أول الأمر وفي نهاية الأمر.
بمعنى أن الإنسان يتفكر لماذا أتدبر في هذا القرآن؟ حتى ينصرف هذا القلب إلى الله ,الرسول صلى الله عليه وسلم-وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان يتدبر القرآن، والصحابة رضي الله عنهم-كانوا يتدبرون القرآن.
ونحن مأمورون من الله سبحانه وتعالى وليس من أي أحد آخر بتدبر القرآن، فقال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) وكان الخطاب للمشركينفكيف بنا ونحن أولى بالتدبر!
– لماذا نتدبر القرآن؟
لأن هذا القرآن يؤثر بالقلب، ولا يكون التدبر إلا بالقلب.
– هذا القلب إذا كان يوجد به أمراض من الصعب أن يؤثر به القرآن.
– مدار صلاحنا هو قلوبنا إذن لابد أن أنظف القلب من كل الأمراض حتى بعد ذلك يتأثر بالقرآن.
– إذا كان القلب مليء بالأمراض يكون بعيد عن الاتصال إلى الله.
– (لم)(كيف) إذا تدبر العبد في هاتين الكلمتين أصلحه ذلك مثلاً لمَ عملت هذا العمل؟ كيف عملته؟.
هل عملت هذا العمل لله أم لغيره؟ وكيف عملته؟
– قال تعالى : {نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} أي نزل هذا القرآن على القلب حتى يتدبر كلام الله سبحانه وتعالى.
– وقال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} فلابد أن يجعل الله مخرجاً للمتقي، إذن لابد من قوة الإيمان وقوة الإرادة.
قال ابن عباس :لو انطبقت السماوات على الأرض لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها.
– { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} هذا التدبر ليس للصغير وليس للكبير، بل هو لكل الناس.
– لمّا أتدبر آيات الله أحسن سمعتي عند الله , بمجرد أن أجلس مجلس الذكر يذكرني الله في مجلس خير منه ” ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده” , الملائكة يقولون هلموا هلموا إلى حاجتكم، وينزل الملائكة بعدتهم إلى هذا المجلس ويكتب متى أتينا ومتى خرجنا , ويكون كل ملك مسؤول عن كل شخص في مجلس الذكر.
حتى لو نزل الملك ورأى أن الشخص الذي نزل له غير موجود في مجلس فيرى لم لم تأت؟ فإن كان لها عذر يذهب تحت العرش ويقول: يارب حبسها العذر فما يزال يكرر حتى يغفر الله لهذا العبد ويكتب له أجر هذا المجلس.
– ما السمعة التي تحبينها؟ السمعة المهمة هي سمعتي عند الله، ما هي سمعتي عند الله؟ ماذا يقال عني في السماء؟ هل رفع الملائكة اسمي إلى الله؟.
– يأت الملائكة بيض الوجوه في سكرات الموت ويقولون: أيتها الروح الطيبة أخرجي إلى روح وريحان وإلى رب راض غير غضبان، وفي هذه الحالة الصعبة يقول الملائكة نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويقولون كنا معكم في الحياة الدنيا في مجالس الذكر, ويتكلمون مع الشخص ويطمئنه بهذه اللحظات الصعبة حتى يزول الخوف تماماً.
-عندما خرج أحد الصحابة يكنى بأبا معلق، وكان سيقتل من لص لقيه ي الطريق ، فقال اجعلوني أصلي ركعتين فصلى ركعتين فيها من التدبر ما فيها وقال فيها: (يا ودود ياذا العرش المجيد يا فعال لما تريد! أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، يا حي يا قيوم أغثني، يا حي يا قيوم أغثني } فلما انتهى رأى ملَك بهيئة ملك، فسأله: من أنت؟ قال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة، دعوت بدعائك (يا ودو يا ذا العرش المجيد) فسمعت لأبواب السماء قعقعة. كل من في السماء يقولون: هذا صوت مألوف من شخص مكروب. فعرفوا هذا الصوت من كثرة دعائه ,فكل الملائكة بدأوا يتنازعوا من يغيثه وسلّ سيفه وقال: أنا الذي أغيثه ,أتى حتى ينقذه ويقتل من أراد قتله.
– يجب أن أكون لنفسي سمعة حتى يأتيني الملائكة عند سكرات الموت.
وإن كتاب الله أوثق شافع وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل جليسه وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سنا متهللا
فياأيها القاري به متمسكا مجلا في كل حال مبجلا
هنيئامريئا والداك عليهما ملابس أنوار من التاج والحلا
فماظنكم بالنجل عندجزائه أولئك أهل الله والصفوة الملا
أولو البروالإحسانوالصبروالتقى حلاهم بها جاء القرآن مفصلا
عليلا بهاما عشت فيها منافسا وبع نفسك الدنيا بأنفاسها العلا
جزى الله بالخيرات عنا أئمة لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا
فهذا هو القرآن وهذا هو التدبر وهذه مفاتيح عن التدبر وبإذن الله المحاضرات القادمة عن التدبر.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
17/4/1437 الاربعاء