الدرس العاشر : عقيدة المسلم

الدرس العاشر : عقيدة المسلم

عقيدة المسلم – شرح كتاب التوحيد

الباب الثاني والعشرون: [ ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان ]

س| ما مقصود المؤلف من الترجمة ؟

– هذا خبر، مراده  التحذير.
– والرد على من قال أنه لا يخرج من الإسلام من قال لا إله إلا الله، ولو فعل ما ينافي ذلك.
___

# اﻷدلة التي ساقها الشيخ في هذا الباب:

■ قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت}.

■ وقوله : { قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت}.

■ قوله تعالى { قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا }.

■ ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها …) الحديث
_________

س| ما معنى الجبت وما معنى الطاغوت؟

– الجبت: تأتي بمعنى الساحر و الكاهن ← اختلاف تنوُّع في المعنى لا اختلاف تضاد.

– الطاغوت: كل ما يُعبد من دون الله، والشيطان رأس الطواغيت.

 

س| لماذا جاء بهذه الآيات مع أنها تتكلم عن أهل الكتاب لا الأمة؟

المقصود أنه كما أن في أهل الكتاب من آمن بالجبت والطاغوت، فإن في هذه الأمة أيضا من سيعبد الطاغوت ويعمل السحر؛ لأن رسول الله ﷺ قال: ( لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم )، وقد وقع ما أخبر به وهذا من دلائل نبوته.

ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب حديث رسول الله ﷺ: (لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم حذو القذة بالقذة) وذكر أنه متفق عليه، لكن لفظة (حذو القذة بالقذة) غير موجودة في الصحيحين – ما في الصحيحين هو: (شبرا بشبر ذراع بذراع) – وذِكْرُ الشيخ لها علی  أنها في الصحيحين، يدل على أن الشيخ كان يكتب من حفظه، وكتابة كتاب كهذا بالاستناد على المحفوظ فقط، يشير إلى:
• الاتقان والضبط .
• وأن الحفظ يساعد في التصنيف والتأليف ، حتی ولو لم تكن الكتب قريبة من الكاتب.                                     

■ { قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا } .

هناك من استدل بهذه اﻵية على جواز بناء المساجد على القبور، فالرد عليهم :
• اﻵية لا دليل فيها على ذلك ، فالقول ببناء المسجد كان من الذين غلبوا على أمرهم – وهم أصحاب الكلمة والنفوذ – وقولهم هذا لا يعني الجواز.
• ثم إن نصوص الكتاب والسنة متظافرة  تدل جميعها على التحريم.
___

■ ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها … ) الحديث

● بيان بعض معاني الحديث :

س| ما معنی زوى الله الأرض للرسول ؟
الكثير يُرجح أنه جمع الأرض له، وهذا شيء إلهي يجب التسليم بوقوعه، ولا نسأل عن كيفيته، هل نُسلِّم بوقوعه مع اعتقادنا استحالته؟!
لا، الشريعة ليس فيها شيء يُحيله العقل، لكن يُوجد ما يُحارُ في إدراكه، وذلك لقصور العقل وجهله.

س| ما معنى بسنة عامة؟
أي بمجاعة عامة، فلا يمكن أن تهلك الأمة كلها بمجاعة.

س| ما المراد بالكنزين في قوله ﷺ (وإني أُعطيتُ الكنزين: الأحمر و الأبيض)؟
– الأحمر : الذهب، وهو كنز قيصر.
– الأبيض : الفضة، وهو كنز كسرى.

• روى البرقاني هذا الحديث في صحيحه وزاد: (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين… إلخ)

س| لماذا ساق الشيخ رواية البرقاني؟
لأن للبرقاني مُستَخرج لصحيح مسلم، فذِكرُ رواية البرقاني وهو مستخرج علی مسلم تقوي روايته أكثر.*

س| ما المقصود بالأئمة ؟

الأئمة في الناس هم/
العلماء : يُقتدى بهم في الحلال و الحرام.
والعبَّاد : يُقتدى بهم في العبادة.
والأمراء : لما لهم من سُلْطة.

# أثر سلوكي من قوله: (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين):
– طلب العلم لا يكون إلا لمن عُرِف بالعلم.
– قال الفضيل بن عياض: لو كان لي دعوة مستجابة ما صيَّرتُها إلا في الإمام.
– العالم الرباني لا يخلو من أن يكون عابدًا أيضا؛ فالمتعلم سيستفيد العلم والسمت والعبادة .

• قوله:(ولا تقوم الساعة حتى يلحق حيٌّ من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فِئَام من أمتي الأوثان)

– أصل الحي: اسم لمنزل القبيلة.
– و فِئَام: جمع فِئة، وهي الجماعات الكبيرة من الناس.

س| (يلحق حيٌّ من أمتي بالمشركين) و (تعبد فِئَام من أمتي الأوثان) ما الفرق بين الجملتين؟

– اللحاق بالمشركين: أي الانتقال لبلد المشركين حسيا بالبدن، أو معنويا بأخذ أوصافهم.
– تعبد فِئَام من أمتي الأوثان: هذه عبادة صريحة.

• قوله:(وأنه سيكون في أمتى كذابون ثلاثة، كلهم يزعم أنه نبي … إلخ) يقول ابن تيمية : معلوم أن مُدَّعي الرسالة، إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم، وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم.


س| ما المقصود بأمر الله في قوله:(حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى)؟
أمر الله: الريح الطيبة التي تأخذ بنفس كل مسلم .


ما بشَّر به الرسول ﷺ و أخبر عنه من آيات عظيمة، ووقوع ذلك كله كما أخبر.


س| ما الشاهد من حديث ثوبان على الترجمة؟
قوله: (ولا تقوم الساعة حتى يلحق حيٌّ من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فِئَام من أمتي الأوثان) .

___

# استطرادات :

• لا يقرأ المبتدئ في كتب المضلين؛ ﻷنه إما أن:
يُبهر بهم، أو يُشوش الحق الذي عنده، أو تحصل له مساواة بين الحق و الباطل، أو قد ينجرف إلى الباطل أصلا..! فهذه كلها مفساد القراءة في كتب المنحرفين وبهذا يتبين أن المنع ليس لقوة الباطل، وإنما لضعف الإيمان و ضعف العلم عند القارئ.

• قوله تعالى: {إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله}.
مفهوم المخالفة من الآية: أن من يؤمن يهديه الله إلى فهم مالا يفهمه.

• في الفضيلة والأفضلية يُرجع إلى علماء البلد.


___

*معنی مستخرج البرقاني علی صحيح مسلم: يعني أن يأتي البرقاني بطرق غير طرق مسلم إلی شيخ مسلم.