الباب الرابع والعشرون [ بابُ ما جاء في السحر ]
# الترجمة وسبب إدخال هذا الباب في كتاب التوحيد:
١) لأنه لا يمكن للساحر أن يتوصل إلى مقصوده إلا عن طريق الشياطين، وهي لن تخدمه إلا: (بخضوعه لها مباشرة، أو بكفره بالله تعالى).
٢) السحر غالبًا فيه دعوى علم الغيب، وعلم الغيب لا يعلمه إلا الله، ومن ادعاه فقد كفر.
# قواعد مهمة يجب أن تكون لدى كل مسلم إذا تعامل مع السحرة أو من يشتبه بهم:
١- يكون لديه قناعة واعتقاد جازم أنه لا يعلم الغيب إلا الله.
٢- اعتقاد واقرار أن النافع والضار هو الله.
__
# كيف يعلم الساحر الغيب!
هو لا يعلمه بنفسه ، لكن عن طريق الشياطين إما (القرين يخبر القرين)، أو (شياطين استرقت السمع)
# الرسول ﷺ أخبرنا عن أمور بالغيب ! فكيف علمها؟
الرسول ﷺ لا يعلم الغيب المطلق، بل ما يعلمه بعض من الغيب ويسمى غيب نسبي وعلمه بإعلام الله؛ ليكون دلالة على نبوته.
قال تعالى ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾ [ الجن ٢٦ – ٢٨]
__
# دعوى علم الغيب «كفر»، لمَ؟
– فيها منازعة شديدة لله ﷻ في صفاته.
– فيها تكذيب لصريح الآيات والقرآن.
كيف يُعرف السحرة؟
بمظاهرهم (أماكنهم التي يعيشون فيها).
وأعمالهم (ضر، تفريق، إغراء، سلب عقول).
# معنى السحر:
لغة: كل ما لطف وخفي سببه.
اصطلاحًا: رقى يُنفث فيها مع الاستعانة بالشياطين.
وفي هذا التعريف، نوع من أنواع السحر:
١) “وهو ما كان باستخدام الشياطين” حكمه: كفر مُخرج عن الملة.
٢) وهناك نوع آخر للسحر “يُسمّى السحر التخييلي” ما كان باستخدام عقاقير أو أدوية بحيث يُخيل للناس أنها سحر، حكم هذا النوع: حرام ومعصية وكبيرة من كبائر الذنوب.
* تنبيه !
وقد تدخل في ذلك عروض وخفة اليد، إذا كانت مرتب لها وتُتعلم ويُعرف الشخص بها، فهي لا تزال به حتى يترقى فيها ويقع في المحظور، أما إن كانت يسيرة وعارضة، ولا يكثر منها ولا يعرف بها فأمرها يسير.
__
# حد الساحر: القتل.
ذُكر عن جندب – رضي الله عنه – (حد الساحر ضربة بالسيف) وأيضًا لعمل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولعدم وجود مخالف أو معارض لقولهم.
# هل للساحر توبة ؟
إذا تاب بعد ما قُدِر عليه فيُقام عليه الحد وتوبته مقبولة عند الله ان كان صادقا.
وحكم كل ساحر إلی القضاء، هو الذي يحكم ويفرق بين من يصلح أن يقام عليه الحد ومن لا فيمن يدعي أنه تاب وصدق.
# مسألة | من يأتي الساحر ويسأله “يطلب منه السحر”؟ هل يكفر؟
لا يلزم من سؤال الساحر كفر السائل، ولكنه على خطر عظيم ومعصية، فإن صدق الساحر أو الكاهن فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ ، وإن كان سؤال من غير تصديق لا تُقبل له صلاة أربعين يومًا.
* تنبيه : “لا تُقبل له صلاة” بمعنى أنه لا يؤجر عليها ، ولكن يلزمه الإتيان بها .