حب الدنيا
مما لا شك فيه أن القلب ملك الأعضاء، وهو كالحصن الرفيع وله أبواب ومداخل نحاول حفظه منها ونسد هذا الباب ونجعل له حصن، فلابد أن نعرف مداخله حتى لا يدخله الشيطان.
ومن مداخل القلب: الحسد، الطمع، الجشع…، فإذا عرف مفسدات القلب عرف مداخله، ومن مفسدات القلب “حب الدنيا”.
الله يشبه الدنيا بالأرض المزهره الزائله لا محالة، فالدنيا زائلة لا محالة، وما الحياة الدنيا إلا متاع (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينة وتفاخرٌ بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد…)
يقول الطبري لأصحاب الأموال ألا يتفاخروا بأموالهم لأنها زائلة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدنيا حلوة خضرة …)
● موقف الرسول والصحابة:
– يقول عمر في وصف حال النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان ينام على الحصير و وسادة من حشو ليف…
– عمر بن الخطاب كان يتورع أن يتمتع في الحياة الدنيا خشيه أن يكون من …..
– ابن مسعود كان يقرأ قوله تعالى (سبح اسم ربّك الأعلى) حتى يبلغ قوله (بل تؤثرون الحياة الدنيا) ويقول أثرنا الدينا واشغلتنا بمتاعنا وأكلنا وشربنا..
– أبو مسلم الخولاني دخل يوم المسجد فرأى اثنان يتكلمان فجلس يستمع لهم فراهم أنهم يتكلمون في أنوار الدنيا، فيقول: جلست إليكم فإذا أنتم من أصحاب الدنيا، فقال (ما مثلي ومثلكم).
– يقول الله: (واصبر نفسك)
– كان أحد الصحابة يدعو دائمًا اللهم يسر لي صديق صالح فاصبح مصاحب لأبي هريرة!
● مظاهر حب الدنيا :
طلب الدنيا، الصوم للصحة، الريا، الصدقة من أجل شي معين في الدنيا، الترف والتنعم في المآكل والمشرب والملبس، حب المال والجاه والشرف، الترف، ميل النفس لهذه الدنيا وهي مفتاح لكل شر وموقعة في المعاصي.
● أسباب هذا الحب للدنيا:
١) الانبهار بجمالها.
٢) ميل القلب للدنيا.
٣) إثار العاجل (بل تؤثرون الحياة الدنيا…).
● مفاسد حب الدنيا :
١) التعلق بالدنيا (ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له…).
٢) يقع المرء في المعصية.
٣) غفلة القلب عن الدار الآخرة.
٤) البعد عن العمل الصالح.
٥) الهم الدائم (من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيته جعل الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة)
●علاج حب الدنيا:
١) العلم الراسخ بفناء الدنيا.
٢) احتقار الدنيا واهانتها.
٣) التفكر في سرعة زواها.
٤) الانشغال بأسباب اللذة الحقيقة.
٥) التفكر في نعيم الجنة: (فإن الجنة هي المأوى)
٦) تذكّر قوله: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقب الدار)
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.