الدرس السابع : عقيدة المسلم

الدرس السابع : عقيدة المسلم

الباب التاسع عشر :
《 بابُ ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين 》

س|  ما معنى الغلو ؟
هو مجاوزة الحد في الشيء .

* يدخل الغلو في الأعمال ، والأقوال ، والاعتقادات .

* هذا الباب من ( باب الوسائل الموصلة إلى الشرك ) ينتبه المرء من الوسائل الموصلة إلى كل ما حذر منه الشرع ..

*التحذير من الغلو في الصالحين*
من هم الصالحون ؟
( الأنبياء والرسل ، العلماء ، العباد ….) .

س| كيف يكون الغلو فيهم ؟
– الغلو في مدحهم .
– تصويرهم .

س| لماذا يحذر من تصوير الصالحين ويذكر في مباحث الوسائل الموصلة للشرك ؟!

لأن أول شرك وقع في الأرض كان في قوم نوح عليه السلام ، كان بسبب ~> تصوير الصالحين .

* قال تعالى في شأنهم ﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا ﴾

* قال ابن عباس – في تفسير هذه الآية – :
هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلمّا هلكوا ، أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا ، وسموها بأسمائهم ، فتذكركم بالصالحات وبعبادة ربكم ، ففعلوا ..
حتى إذا هلك أهل ذلك الزمن – الذين يعلمون أصل هذه الأنصاب التي نصبوها لهم ، وأنها فقط لتذكرهم بربهم ، لا آلهة يعبدونها – فلما هلكوا أولئك و تعاقبت اﻷجيال ” و نُسيَ العلم ” عُبدت تلك اﻷنصاب .

# وهذه فائدة التوحيد ومدارسته ، فمتى ما تُرك و تُرك تعليمه ~> يفشى الجهل ، وتكثر البدع ، ويظهر الشرك .
ويأتي أناس يقولون : { ما سمعنا بهذا في ءابائنا اﻷولين } !

# من قال عرفت التوحيد ، فهو جاهل !

# ينبغي لنا أن نعرف مكانة العلماء حتى نلتزمها و لا نجاوز أو نحيد، و مكانتهم التي لايرفعون فوقها تكون بـ :
– محبتهم ، ومنها : ذكرهم بالخير دومًا ، والاستشهاد بكلامهم ، والاقتداء بهم و الدعاء لهم ..
– توقيرهم واجلالهم ، والذب عنهم .
– إذا وقع الخطأ منهم ، يبين خطأهم بأدب ولا يُشهر بهم . والذي يبين الخطأ يجب أن يكون من أهل العلم أيضا ، لأن العامي قد يظن أن العالم أخطأ وهو لم يخطيء أصلا ..

* الأنبياء والمرسلين ~> يزاد في مكانتهم ( الطاعة وامتثال أمرهم واعتقاد عصمتهم فيما يبلغون ) *

س | لماذا هذه المكانة ؟
لأجل ما يحملونه من هذا الدين ( العلماء ورثة الأنبياء )، فهم يتكلمون بكتاب الله وسنة رسوله ..

* إذا سقط العلماء ~> سقط الدين ؛ فالذب عنهم ، ذب عن الشريعة ( الكتاب والسنة ) .

__

# مكانة الرسول ﷺ : ( عبد الله ورسوله ) ~> هذه أكبر مدحة في حقه ﷺ

# أعلى المقامات مقام العبودية لله ﷻ ( عبدٌ فلا يُعبد ، ورسول فلا يُكذّب )

__

* الطريق الثاني من طرق الغلو ( التصوير ) .

س|  ماحكم التصوير ؟
١- إن كان بالتمثيل أو التجسيم ~> ( فهو مجمع على تحريمه ) .

٢- وإن كان بالرسم باليد لذوات الأرواح ~> ( كذلك مجمع على تحريمه ) .

٣- إن كان بالآلة ~> اختلف فيه العلماء ؛ لأن المسألة من النوازل ،  فمن قال بتحريمها دليلهم عموم الأدلة عن النبي ﷺ في التحذير من التصوير والوعيد للمصورين، ومن قال بجوازها لأنه ليس بتصوير خلق جديد لم يكن موجود ، بل مجرد انعكاس لخلق الله ، فلا مضاهاة فيها .

لكنهم لم يجيزوه بإطلاقه،  فأجازوه للحاجة ، و ذكروا أن التصوير للذكرى لا يدخل ضمن الحاجة،  شددوا على تصوير النساء .

س|  ماذا يفعل الإنسان عند الاختلاف بين العلماء؟
لا يأخذ بالحكم الأخف والأقرب لهواه ، * بل يأخذ بما ينجيه عند ربه يوم القيامة *

___

ختاما :
■ من الشبهات قول :
التوحيد عرفناه ، نريد شيئا آخر !
إبراهيم عليه السلام (إمام الحنفاء) ماذا كان يقول ؟
{ واجنبني وبني أن نعبد اﻷصنام } .

# نصيحة ..
يجب أن لا يزال المرء حريصا على تعلّم التوحيد ، وأخذه من العلماء الكبار – من له علم غزير – ولا يزهد في علمهم ، ولا يتجه إلى طلاب العلم الصغار والأقل علما ، مع قدرته علی الأخذ من الكبار .

 

 

يوم الثلاثاء 28/1/1437 هـ.

د.فتحية القحطاني