الباب الثامن عشر :
باب قول الله تعالى ﴿ إنك لا تهدي من أحببت ﴾
* تعلّق الأبواب ببعضها .. كلها ( من براهين التوحيد )
# تأمّل ..إذا تكررت المسألة لا نألفها !
” ففي هذا دلالة على أهميتها و عمقها ، فنتأملها ونتدبرها “
مسائل هذا الباب ..
* الهداية هدايتان :
١. هداية توفيق: هذه منتفية عن الرسول ﷺ ، وهي المذكورة في دليل الباب .
٢. وهداية بيان وإرشاد : هداية مثبتة ، ودليلها قوله تعالى ﴿ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ﴾
* حرص الرسول ﷺ وجدّه على هداية عمه أبي طالب وإسلامه .
( الإنسان إذا أحبّ شيئًا سعى فيه بجد ، بحبّ ، بإخلاص وصدق .. ومن أعظم ما ينبغي علينا السعي فيه : تبيين هذا الدين وتبليغ ما نتعلّمه )
_
الجمع بين الآية ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ﴾
وبين قول النبي ﷺ لعمه أبي طالب لما حضرته الوفاة (يا عمّ ، قل: لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله) ؟
١) لما حضرت أبا طالب الوفاة ، أي حضرته علامات الموت ، ولم تصل الروح الحلقوم .
٢) أن هذا خاص بالنبي ﷺ وعمه ، حيث أن له شفاعة خاصة له .
بشكل عام [ التوبة والتوحيد وقت الغرغرة لا تنفع ] .
_
قول الله تعالى ﴿ إنك لا تهدي من أحببت ﴾
كيف أحبّ النبي ﷺ عمّه وهو كافر!
ج : المقصود بالمحبة هنا : المحبة الطبيعية ( الجبلية )
وإلا فالأصل بغض الكافرين ( بغض دينه وبغضه نفسه ) .
لكن المسائل الطبيعية ، محبة أم ، أب ، أخوة ، عم … لم ينفها الشرع .. لكن يبغض لكفره .
# من أشد كفرًا مشركي العرب ، أم مشركي زماننا ؟
من وجه نقول أن مشركي العرب أشد شركا ~> وذلك أن الرسول ﷺ كان بين أظهرهم ، و الآيات والمعجزات .. ورغم ذلك أشركوا.
مشركي زماننا أشد من وجهين :
– أنهم يشركون في الرخاء والشدة ، والأولين يخلصون في الشدة .
– مشركي هذا الزمان لا يعرفون معنى ” لا إله إلا الله ” يقولونها ويُخالفون معناها ، أما الأولين فيعرفون معناها ؛ لذا ما قالوها .
* أثر الصحبة على الإنسان ..
من أعظم المواعظ والقصص في هذه المسألة :
حادثة أبو طالب ، وكيف أن صحبته أثرت عليه في أعظم أمر وهو التوحيد .. إذ لا نجاة لمن لا توحيد له .
+ إضافة أيضًا يحذر الانسان من مصاحبة من ( لا ينتفع به ) ،
يجالسه لا بأس ، لكن لا يُصاحب .
* مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر ؛
إذا كانت في مخالفة الشرع والدين .
في هذه الباب شاهد على كون الأعمال بالخواتيم ، لأنه لو قالها لنفعته .
يوم الثلاثاء 21/1/1437 هـ
د.فتحية القحطاني