الدرس التاسع: “تابع تعامل النبي ﷺ مع عموم النساء”

الدرس التاسع: “تابع تعامل النبي ﷺ مع عموم النساء”

بسم الله والصلاة والسلام على نبيه محمد ﷺ وعلى صحابته الكرام رضوان الله وسلامه عليهم

نواصل الحديث عن تعامل النبي ﷺ مع النساء

في إحدى أسفار النبي ﷺ مع أصحابه، اشتد عليهم العطش، فدعا ﷺ عمران بن حصينَ وعليًّا ليبحثا عن ماء، فبينما هما يسيران، وجدا امرأة معها مزادتين من ماء (المزادة أكبر من القِربة).

فسألاها: من أين الماء؟

فقالت: لا ماء لكم.

قالا: انطلقي إذًا إلى رسول الله ﷺ.

قالت: الذي يُقالُ له الصابئ؟

قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي.

فجاءا بها إلى النبيﷺ، فأخبرته مثل الذي أخبرتهما، وأخبرته أن لها صبيان أيتام.

فدعا ﷺ بإناء، ونودي في الناس: (اسقوا واستقوا)، فشرب الصحابة جميعهم وملئوا ما معم من قِراب.

يقول عمران: (وأيمُ الله لقد أقلع عنها، وإنه ليخيَّل إلينا أنها اشدُّ ملأةً منها حين ابتدأ فيها).

فقال النبي ﷺ: “اجمعوا لها”.

فجمعوا لها طعامًا كثيرًا، فجعلوه في ثوب، ووضعوا الثوب بين يديها.

فقال لها ﷺ: “اذهبي فأطعمي هذا عيالك، واعلمي أنَّا لم نرزأ من مائك شيئا (أي لم ننقص من مائك شيئا) ولكن الله هو الذي أسقانا”.

فأتت أهلها وأخبرتهم ما جرى.

فكان المسلمون بعد ذلك يُغيرون على من حولها من المشركين، ولا يُصيبون المنطقة التي هي فيها.

فقالت يومًا لقومها: ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمْدًا، فهل لكم في الإسلام؟

فأطاعوها فدخلوا في الإسلام.

حفظ النبي ﷺ لهذه المرأة المعروف الذي قدمته لهم، فراعى ذلك فيها، فقدَّم لها طعامًا كثيرًا وراعى ذلك في قوها أيضًا ،حفظًا لمعروفها، وكان ذلك استئلافًا لهم، فعلم القوم قدر ذلك وبادروا إلى الإسلام؛ رعاية لذلك الحق.

ونهى ﷺ الرجال عن ضربهنَّ.

 

وكان يُغيِّر أسماء بعض النساء:

عن ابن عمر أنَّ ابنة لعمَر كانت يُقال لها عاصية، فسمَّاها رسول الله ﷺ جميلة.

وغيَّر اسم جثَّامة المُزنية إلى حسَّانة.

وقد ثبتت أحاديث بتغييره أسماء جماعة كثيرين من الصحابة.

وكان لا يُزوِّج المرأة إلا بعد موافقتها، ويردُّ نكاح من زوَّجها أبوها بغير رضاها.

وكان حريصًا على تربية نسائه، وهو القائل: “إن الله سائلٌ كل راعٍ عمَّا استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيَّع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته”.

فكان إذا دخل العشر أيقظهن للقيام والعبادة.

ويعلمهن الأذكار النافعة، كأذكار الصباح والمساء.

ويحثهن على الصدقة والإنفاق في الخير.

وكان لا يسكت عن منكر يراه عند أهل بيته بل يسارع لإزالته.

 

وقدَّرهن تقديرًا كثيرًا   فكُنَّ لدى النبي مكرَّماتِ

 

أخيرًا، جعلنا الله ممن يستمع القول فيتَّبعُ أحسنه

ورزقنا حُسن التأسي وأكرمنا بمحاسن الأخلاق وعاليها

وجمعنا مع حبيبنا المصطفى ﷺ ومع آله وصحبه رضي الله عنهم

 

الأربعاء – الموافق 22 / 7 / 1438 هـ