الدرس الثامن: “تعامله ﷺ مع عموم النساء”

الدرس الثامن: “تعامله ﷺ مع عموم النساء”

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المرأة والرجل صنفان يُكمِّل بعضهما الآخر، وحظ المرأة في الإسلام لا ينقص عن حظ الرجل إلا ما استثناه الوحي بتخفيف كإسقاط الجمعة والجهاد، أو بزيادة كالحجاب.

والمرأة لكونها هي البانية المربية للرجال فهي في الحقيقة كل المجتمع، إذا صلحت صلح المجتمع.

(تعامله ﷺ مع عموم النساء)

كان يُبايعهن كما يُبايع الرجال غير أنه لا يُصافحهن.

وكان يرفق بهن:

كان الرسول ﷺ في إحدى أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو، وكان حسن الصوت، فقال له رسول الله: (يا أنجشة ويحك: ارفق بالقوارير).

قال العلماء: لم يأمن النبي ﷺ أن يفتنهن ويقع في قلوبهن حداؤه فأمره بالكف.

وقيل: المراد به الرفق في السير؛ لأن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واستلذته، وأتعبت الراكب، فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن ويُخشى عليهن من السقوط.

وقال القرطبي يجوز أنه خشي عليهن من الأمرين.

جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه، تعلِّمنا مما علَّمك الله.

فقال: (اجتمعن في يوم كذا وكذا، في مكان كذا وكذا).

فكان يهتم بتعليمهن ما يحتجن إليه، ويخصّصُ لهُنَّ يومًا لذلك.

وكان كثيرًا ما يحثُّهنَّ على الصدقة، وكان في يومي الفطر والأضحى يُقبل على الناس بعد الصلاة وهم جلوس ويقول: (تصدقوا تصدقوا تصدقوا) وكان أكثر من يتصدق النساء.

وعن يسيرة رضي الله عنها قالت: قال لنا رسول الله : (عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات مستنطقات، ولا تغفلن، فتنسين الرحمة).

  • (بالتسبيح) أي قول: سبحان الله.
  • (والتهليل) أي قول: لا إله إلا الله.
  • (والتقديس) أي قول: سبُّوحٌ قدُّوس رب الملائكة والروح.
  • (واعقدن بالأنامل) أي: اعددن عدد مرَّات التسبيح والتهليل بالأنامل.
  • (فإنهن مسئولات مستنطقات) أي: يُسألن يوم القيامة عمَّا اكتسبن.
  • (ولا تغفلن فتنسين الرحمة) أي: لا يكن منكم الغفلة فيكون من الله ترك الرحمة.

وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ألا أعلمك كلمات تقوليهنَّ عند الكرب، أو في الكرب: الله الله لا أُشرك به شيئًا).

وكثيرًا ما تُصاب النساء بالكرب بسبب الحمل أو الوضع أو قسوة الزوج أو اشتداد الأولاد عليها أو غير ذلك..

وقد ثبت أن النبي ﷺ كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم).

قال الطبري: كان السلف يدعون به، ويسمُّونه: دعاء الكرب.

وكان يحثُّهنَّ على حضور مواسم الخير في الأعياد ونحوها، وكُنَّ يشهدن صلاة الجمعة وصلاة الفريضة معه في المسجد، وقد نهى الرجال عن منعهن من الإتيان إلى المساجد:

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كانت امرأة لعمر -رضي الله عنه- تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد.

فقيل لها: لمَ تخرجين، وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟

قالت: وما يمنعه أن ينهاني؟

قال: يمنعه قول رسول الله ﷺ: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله).

ومع كل هذا فصلاتهن في بيوتهن أفضل.

 

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

فضل النبي وفضل الدين وتكريمه للنساء عظيم

نواصل الحديث عن تعامل النبي ﷺ مع النساء في الدرس المُقبل إن شاء الله

 

الأربعاء – الموافق 15 / 7 / 1438 هـ